عواقب السهر والنوم عن صلاة الفجر
إذا نظرت إلى أحوالهم، تجد أنهم قد ضيعوا نِعَماً وفضائل عظيمة، وفات عليهم الخير الكثير:
مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم
أولاً: إن أهل السهر طوال الليل عصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن عصى رسول الله فقد عصى الله سبحانه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان من هديه أنه: {يكره النوم قبل صلاة العشاء، والحديث بعدها } فإذا كان سيد الأولين والآخرين، أفضل الأنبياء والمرسلين، يكره الحديث بعد صلاة العشاء، وينام مبكراً، فكيف بأحوال الذين يسهرون مع الأفلام، والمسلسلات، والأغاني الماجنات، والبلوت، والقيل والقال، والدمنة... وغيرها من الأمور التي تصد عن ذكر الله عز وجل؟!
كيف الحال يا أمة مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم مع الذين خالفوا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم؟
أعلى الصفحة
ضياع ساعة استجابة الدعوة
ثانياً: أنهم أضاعوا على أنفسهم الساعة التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {لا يسأل الله فيها عبدٌ مسلم من خيري الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله ما سأل }.
أعلى الصفحة
الحرمان من الدعاء في وقت النزول الإلهي
ثالثاً: أنهم أضاعوا على أنفسهم وقت النزول الإلهي الذي ينزل فيه ربنا -جل وعلا- نزولاً يليق بجلاله وعظمته إلى السماء الدنيا.
يقول بعض المفتونين: دخلنا من بعد صلاة العشاء وذلك في ليالي الشتاء؛ لأن ليالي الصيف قصيرة، يقول: فدخلنا من بعد صلاة العشاء وبدأنا بهذه الورقة الخبيثة، واضرب، واشتم أبوك، واشتم أمك، وعليه الحرام، وعليه الطلاق، يقول: وقام واحد منا يريد -كرمكم الله- دخول الخلاء! وإذا بالشمس قد طلعت، فكم ساعة ذهبت في سبيل الشيطان؟! من صلاة العشاء حتى طلوع الشمس، يقول: وكل منا ذهب إلى عمله، والله المستعان! ولا حول ولا قوة إلا بالله! اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.
أعلى الصفحة
النوم عن صلاة الفجر
الرابع: النوم عن راتبة الفجر التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لهي أحب إليَّ مما طلعت عليه شمس } يُفوتون على أنفسهم صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة، ويصعدون إلى الله فيقول: {كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون } كيف أحوال الذين حرموا هذه العبادة وناموا عنها؟! أتيناهم وهم لاهون، وتركناهم وهم نائمون، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
أعلى الصفحة
العذاب الأليم من الله
الخامس: أن هؤلاء قد توعدهم الله -أيضاً- بويل، كما قال جل وعلا: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4-5].
قال سعيد بن المسيب رحمه الله: [[إنه الذي لا يُصلي الفجر حتى تطلع الشمس، ولا يُصلي الظهر حتى يدخل العصر، ولا يصلي العصر حتى يدخل وقت المغرب ]] وهذه -والله- أحوال أكثر الناس في المجتمع، بالليل تجده يسهر ولا يصلي إلا بعد طلوع الشمس، والظهر يأتي وليأكل لقمة الغداء إما من العمل أو غيره ثم ينام عن صلاة العصر ولا يقوم إلا المغرب أو وقت العشاء.
أعلى الصفحة
الحرمان من أجور المحافظة على الصلاة
السادس: أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن: {من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله } رواه البخاري .
وقال صلى الله عليه وسلم: {من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتِرَ أهله وماله } اللهم لا تجعل منا ولا فينا شقياً ولا محروماً يا رب العالمين.
أما فضل من حافظ على هذين الفرضين (الفجر والعصر) فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، فقال: {من صلى البردين دخل الجنة } والبردان هما: الفجر، والعصر، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: {لن يلج النار أحدٌ صلَّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها } يعني: الفجر والعصر.
أما عن صلاة العشاء وصلاة الفجر فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن: {من صلى العشاء في جماعة كُتِبَ له قيام نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة كُتِبَ له قيام ليلة كاملة } أو كما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم .
هذه منزلة وفضل من يحافظ على الصلاة وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:9-11].
أعلى الصفحة
الاتصاف بصفات النفاق
السابع: هناك أناس لا يُحافظون على الصلاة، وقد سمَّاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالمنافقين، فقال: {أثقل الصلاة على المنافقين، صلاة العشاء، وصلاة الفجر } ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: [[إذا افتقدنا الرجل في صلاة الفجر أسأنا به الظن، ولا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ]] المنافقين يُصلون كما أخبر الله سبحانه وتعالى، يُصلون ولكنهم لا يأتون إلى الصلاة إلا وهم كسالى: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142] ولقد توعدهم الله، فقال: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [النساء:145] والمنافقين يذكرون الله، ولكن: وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً [النساء:142] يتصدقون ولكن: وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة:54] نسأل الله العفو والعافية.