عندما تحب من ليس لك .. يشل لسانك عن الكلام ..
تبكي وحيداً في الظلام .. تبحث عن أسباب الجفاء وأنت وحدك المُلام ..
أحببت طيفاً تراه ولا يراك .. تسمعه ولا يعرف الكلام .. يمشي وكأنه لا يرى .. وتبعث له بألف سلة مع الهواء والمعارف والأغراب .. لكنه أُمّي .. لا يعرف القراءة ولا يفهم الرموز المخفية في الكلام ..
آآآآآآآآآآه.. إنها مجرد سطور يقرأها كغيرها .. ولا يعيرها أي اهتمام ..
وتبقى أنت المحب .. الحزين .. الوحيد ..
تبكي وتضحك وترسم مع السراب أكبر الأوهام..
وتجمع الأحلام كلها وتنتظر واقفاً بالباب .. وما فائدة الانتظار ؟!!
ابكي أو اضحك .. فأنت وحدك في عزلة تمارس الانتظار ..
تعايش الحب والانكسار ..
لكنك تستحق ما يحصل لك ..
لأنك تحب من ليس لك ..
لم يبقى لي خيار سوى الرحيل بين أوراقي وسطوري وبقايا الأشعار..
لم يبقى لي سوى الرحيل من نار إلى نار..
أو البقاء في جحيم عيناك والانتظار ..
هذا الرحيل .. ليس بالأمر اليسير ..
لكنني أُجبرت على هذا القرار وأنا احتضن جرح الزمان..
وأسافر وسط هبوب الرياح في صقيع الأمطار ..
لم يبقى لي سوى أن أترك حبك وأنزع لباس العشق وتحدّي الأقدار ..
أن أمشي وحيداً فوق أشواك الألم ..
وأن أكمل مسيري وأنا ما زلت لا أدري إلى أين يأخذني هذا المشوار..
أشعر أني أعلن حرباً وأنا أمشي عكس التيار ..
قد كان قصر هوانا هُنا ..
واليوم.. ها نحن خلف الأسوار ..
وأرى أطيافك تتغنى .. تتراقص طرباً على جرحي..
تقلعني مثل الإعصار ..
.........................
..