أستسمحك في شيء من وقتك الثمين لأبث إليك هذه الكلمات، سائلاً الله أن ينفعك بها كما نفعني بها، فهلاّ فتحت لي أبواب قلبك الطيب، ونوافذ ذهنك المنير، فإني واثق أن كرمك الفطري - فضلاً عن طيب نفسك - لن يعتذر عما يقدم إليك من خير، فالنفس مجبولة على حب الخير دائماً . فأعرني فكرك وذهنك ، وتأمل كلماتي.. وأرهف لها سمعك .. وتدبرها بفؤادك ..أخي الحبيب ... سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا : هل نحب الله عز وجل على الحقيقة ؟ إذا أجبنا بنعم فلنسأل أنفسنا: ما علامة حبنا له؟ هل أحببنا في الله وأبغضنا في الله؟ وهل والينا في الله وعادينا فيه؟ هل أحببنا ما يحبه الله وأبغضنا ما يبغضه؟ إذا أجبت أخي الكريم على كل ذلك بنعم – وأتمنى أن نكون صادقين مع أنفسنا – فإن لأي شخص الحق أن يتساءل: إذا كان كل الشباب على هذه الصفة من العبودية والمحبة الكاملة لله عز وجل ، إذن فبماذا نفسر كراهية كثير من الشباب للطاعات ونُفرتهم منها؟
بماذا نفسر ترك كثير من الشباب للصلاة التي هيعمود الدين وأسُّ بنائه؟ فمن ترك منها صلاة واحدة عامداً متعمداً فقد حبط عمله، فما بالنا بمن تركها جملة وتفصيلا ؟
بماذا نفسر محبة كثير من الشباب للمحرمات وإقبالهم عليها وتعلقهم بها، وفرحهم بإتيانها، وحزنهم على فواتها؟