أتيتك يا عميق البحور
بشكوى سكبتها في كل نهرِ
علك في أعماقك تدفنها
و تخلصني من ثقل القهرِ
لكنك فاجأتني سائلا
هل أدفن معها شر البشرِ
فشرهم سبب كل قهر
و شواهد ذلك ممتدة على طول الدهرِ
صدقت و الله يا بحر
في كلامك نستقي كل العبِر
و صدق من قال غريبة هي دنيانا
و أغرب ما فيها بنو البشِر
منهم ذئاب لبسوا حلة أناس
لقنهم الدهر الشر منذ الصغرِ
لهم في قلوبنا ندوب كما
يفعل في الأرض غزير المطرِ
إذا حادثتهم كانوا ملائكة
ادر ظهرك و تحسس لهيب السعرِ
اناس بلا شعور ولا أحاسيس
و أناس قلوبهم أقسى من الحجرِ
بحثت عن الحب بينهم
فما وجدته كما هو مرسوم في الصورِ
وجدناهم أكثر حب لأنفسهم
أنانية هو أدق وصف للمظهرِ
أناس نكارون للمعروف
لا يتقنون إلا حديث الغدرِ
طعن، قدف و سب هي لغتهم
و حقد يقطعون به للقلب كل وترِ
حتى بين الأخوة تراهم حضروا
ليشعلوا بينهم نارا من مستصغر شررِ
هي الحياة كما عهدتها بشر
من محياهم يظهر نذير الخطرِ
يوم رافقت إنسانا و ذئبا
ولأجل الأخ إستحليت طول السهرِ
و بعد غفوة إستيقظت لأرى
الذئب يحميني من صديق العمرِ
هذه الدنيا مرة في حلاوتها
فلن تعرف ما يتبع الحلا من مررِ
فحين يغيب الأمان من دنيانا
و ينخلع عنا ثوب الصبرِ
نقول هذا من عيوب الزمان
و هو نفسه يشتكي منا في قهرِ